الاثنين، 15 يونيو 2009

بلاغ مسؤول الامن حول موت المعطل الحمزاوي

لاهو عاطل ولا هو عامل .. ولهذا السبب يستحق الموت !
محمد بلكميمي
لاهو عاطل ولا هو عامل .. بل هو نادل يستحق الاصابة !


عرفت مدينة خنيفرة يوم 15/5/1993 غليانا شعبيا استنكارا لحادث موت الطالب المعطل حمزاوي مصطفى في مخفر الشرطة ، حيث شهد المستشفى الاقليمي انذاك بمدينة خنيفرة الذي تواجدت به جثة الفقيد اقبالا جماهيريا منقطع النظير ، من اجل الاعتصام الى جانب اسرة الفقيد وجموع الشباب المعطل وممثلي التنظيمات السياسية والنقابية الديمقراطية .
وقد راج في ذلك اليوم من يوم الجمعة 21/5/1993 صباحا خبر تشييع جنازة الفقيد حمزاوي ، فخرجت جماهير مدينة خنيفرة بشكل غفير الى بوابة المستشفى الاقليمي ، لتنظيم اعتصامها بشكل منضبط .
وتجدر الاشارة الى ان المستشفى عرف تواجدا مكثفا لمختلف انواع قوات الامن من قوات مساعدة ورجال مطافئ ، ناهيك عن العسكرة القصوى التي عرفها وسط المستشفى في ذلك اليوم 21/5/1993 ، حيث تم دعم القوات بفرق التدخل السريع من مدينة تادلة والحاجب وازرو ، ثم مكناس ، فضلا عن القوات المساعدة المتواجدة بالمراكز القروية .

وقد صدر في ذلك الوقت بلاغ لمنظمات مغربية شبابية وحقوقية وسياسية حول وفاة الحمزاوي مصطفى ، وهو خريج كلية الحقوق بفاس وعضو اللجنة المحلية للشباب المعطل بخنيفرة ، تستنكر تزايد الوفيات في مراكز الشرطة والمقاطعات والسجون .
كما صدر بلاغ مسؤول الامن حول موت الشاب الحمزاوي / لاهو عاطل ولا هو عامل .. ولهذا السبب يستحق الموت !
وكان رئيس الامن الاقليمي بمدينة خنيفرة انذاك شخص يجيد الحفر في الملفات .. ملفات الاشخاص غير المرغوب فيهم طبعا ، والذين يتم تصنيفهم عادة في خانة " الرؤوس السخونة " .. اذ لم يكفيه بان يبرر موت الشاب المعطل مصطفى الحمزاوي في حضرة رجال الشرطة ، بكل الطرق واي الطرق ، حتى يبعد عنهم مسؤولية موت الشاب .
لكن الغريب في تصرف رئيس الامن الاقليمي انه وصل في ذلك الوقت في مهته تلك ، الى مستوى فاق بكثير مجرد ابعاد مسؤولية موت الشاب عن الشرطة ، وتلبيسها عمدا وبدراية خاصة وابداع متميز في اختيار تفاصيل وعناصر المسؤولية ، ونسبها الى الشاب الحمزاوي مصطفى .
فالحمزاوي انتحر في مخفر الشرطة وبطريقة غاية في الغرابة كما اكد رئيس الامن بالمدينة ... ولانه انتحر ، وهذه مسؤوليته الخاصة ، فلابد ، من تشويه شخصيته ، والكشف عن الجوانب المظلمة من ماضيه بما يناسب النهاية التي ال اليها في حضرة الشرطة .
ولان طريقة من هذا النوع ، من السهل ايجاد عناصر وتفاصيل صناعتها ، وهو ما قام به رئيس الامن فانه اضاف عنصرا اخر اليها ، هو الاخر لايقل غرابة عن حكاية الانتحار .
اذ قال الرئيس في بلاغه الذي وزع انذاك بسنة 1993 على الصحافة الوطنية بان الحمزاوي لايمكن اعتباره معطلا عن العمل ، بدليل انه اشتغل لفترة مؤقتة كعامل زراعي باسبانيا ، وعاد بعدها مباشرة الى مدينة خنيفرة ليلج حضانة البطالة ، ويدخل من جديد في دورة التيئيس .. وهذا المقياس في تحديد من هو "البطالي" ، يتطلب وبتواضع كبير ان ننصف هذه المسؤول الامين الكبير ، لانه تمكن من اضافة حلق